بصنع أنا حظي - Transurfing Articles
بصنع أنا حظي

بصنع أنا حظي

شارك المقالة



بصنع أنا حظي

يقول زيلاند: " لكي تمتلك الحرية يجب أن ترفض التبعية"
في العام 2005م عندما أطلق المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز برنامج الإبتعاث الخارجي، كان لصديقي أبن أنهى لتوه الثانوية العامة، أخبرته بضرورة الإستفادة من هذه الفرصة التي لم تتاح للكثير من الأجيال السابقة، لكنه كما بدى في ذلك الحين، كان محكوماً بتيار طاقي سائد في تلك الأيام، والذي ينادي بأن على الشباب الحرص على نيل وظيفة قبل فوات الأوان، وأنه سيأتي زمان لن يجد حامل الشهادة مكان يعمل به. مرت السنين وعاد رفاقه يحملون شهادات من دول متقدمة في عدة تخصصات، والأهم من ذلك أنهم عادوا يحملون بداخلهم ذكريات وتجارب ونقلة ثقافية تثير الإعجاب وتصنع البهجة، وهو لا يزال بلا عمل، وكل ما ناله هو مرور السنين بلا إنجاز، محاطاً بالإحباط وندب الحظ، وبداية سلسلة من المقارنات بينه وبين زملاءه.
يتسأل زيلاند قائلا: " هل يوجد هياكل للطاقة لا تحتاج إلى طاقة؟" ثم يجيب على تسائله: " لقد تبين أنها موجودة فعلاً! أحد هذه الهياكل هي موجة النجاح أو تجمع الظروف المواتية بالنسبة لك على وجه الخصوص، لكن موجة الحظ هي كيان ثابت في فضاء الإحتمالات على شكل تجمع للخطوط المواتية، إنك بحركتك عبر خطوط الحياة تصادف هذا التجمع غير المتجانس بصورة موجة، فإما أن تلتقطها وتدخلها في حياتك، أو تحذفها من حياتك لأنغماسك في البندولات".

هذا ما حدث بالضبط لأبن صديقي، فقد كان برنامج الإبتعاث موجة حظ اجتاحت البلاد، وغيرت حياة الكثيرين، بل وخلقت تيار طاقي ايجابي داخل المجتمع السعودي، كان البرنامج بمثابة أيادي تمد بذوراً تؤتي اكلها كل حين لمن زرعها، لكنه حذفها من حياته لإنغماسه أسيراً في بندول عُبر عنه بلهجتنا المحلية: " الزم وظيفة أحسن لك"، فلم يكن من الذين يمتلكون حريتهم لأنه لم يرفض التبعية، وحكم على حياته وحياة عائلته القادمة من خلال قرار أختاره بتأثره بالبندول.
موجة الحظ تنقلك إلى خطوط الحياة السعيدة، هي تريك النهر لكي تشرب لكنها لاتسقيك. تتشابه مع البندول في أنها لاتهتم بمصيرك، وتختلف عنه في أنها لا تهتم لطاقتك أيضاً. موجة الحظ هي حالة مؤقتة لا تمتص طاقة الآخرين، لذلك فهي تخمد في النهاية مثل موجة البحر التي تتلاشى على الشاطئ، أو كشمس النهار التي تعطيك حظاً في الحياة بمنحك يوما جديداً، وتنتهي فرصة يومك عند المغيب.
قد تعلن موجة الحظ نفسها في صورة أخبار سارة، إنها ومضة، إنها بارقة أمل تحمل معلومات من خطوط حياة أخرى، إنها رسالة عليك أن تحسن قرأتها، ومهمتك هي أن تمسك بهذا الحبل لتخرج نفسك إلى الحظ الذي جاءت البشرى منه، وهناك لن تجد مجرد أخبار، بل ظروف مواتيه وأبواب مفتحة.
موجة الحظ لا تهتم بك، أن الأمر يعتمد على اختيارك، فإذا قبلتها في حياتك فسوف تكون معك، وإن تغلغلت في طاقة البندول السالبة فستبتعد جانباً عن موجة الحظ، وتكون كإبن سيدنا نوح الذي رفض ركوب السفينة فكان من المُغرقين.

تشكلت نفسية الإنسان منذ آلاف السنين تحت تأثير البندولات، فأكثر ماتهتم به هو الأشياء التي تثير الخوف والقلق والغضب. إن تسليم ارادتك الى مزيج من الأفكار السلبية، يعني أن تدخل في لعبة البندول وأن تبث طاقتك وفق تردده، من مصلحتك أن تتحكم في افكارك بشكل واعٍ، ففكر فيما تريد، بدل أن تفكر فيما لاتريد، وسوف تناله.
عش ماتريد أن تحصل عليه بكافة أفكارك، نحن دائماً نمتلك الأشياء والمواقف التي امتلكت تفكيرنا، إن افكارنا تعود الينا دائماً مثل البومرنج.
يقول الله تعالى: " وإذ تأذن ربك لئن شكرتم لأزيدنكم"، فإذا كنت شاكراً لكل ماتملك، وتصالحت مع أفكار عدم الرضا والبغض ورفضت وجودها في حياتك، وشعرت بالمحبة تجاه كل الأشياء المحيطة بك، فسوف تبث طاقة إيجابية تساعدك على العيش، لأن طاقة افكارك تنقلك إلى خط الحياة الموافق لها، وعندها يمكنك توقع أن تتحسن الظروف وسترتد طاقتك الإيجابية عائدة اليك.
لا يكفي أن لاتسمح للطاقة السلبية بالدخول إليك! بل يجب عليك ألّا تُصدر الطاقة السلبية، أنت تتواجد دائماً على خطوط الحياة التي تتوافق مؤشراتها مع ترددات اشعاع الطاقة الصادرة عنك، ادخل إلى نفسك كل ماهو إيجابي، وعندها ستصادف في طريقك مزيداً من الأخبار السارة والفرص المبشرة.

ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" ، يقول زيلاند: " إن العادة القديمة، في ردة الفعل على الأحداث غير المرغوبة لا تزال متأصلة بقوة، من الضروري أن تتعلم مع كل حدث مزعج، أن هذا هو البندول يريد أن يمسك بك، فالبندولات تشدنا من خيوط المشاعر، وعاداتنا هي ذراع التشغيل لآلية تطويق الطاقة الفكرية، فيمكنك أن تختار إما إعطاء الطاقة للبندول وإما أن تجبره على التراجع وتحقيق النصر.
يجب أن تحافظ على شعلة العيد في نفسك، وأن تحيي هذه المشاعر، تمسك باي قشة من السعادة، وأبحث عن علامات الخير في كل شيء، لذلك سيكون العيد دائما معك، وعندما يصبح الشعور بالعيد عادة، ستكون دائماً على قمة موجة الحظ، ورياح العطاء تدفع شراع سفينتك إلى موانئ تنوي أنت.. أن ترسو بها. 
وأخيرأً، أدعوكم لسماع سندباد الخليج ـ راشد الماجد، وهو يشدو بأغنيته المحفزة والرائعة حين يقول:
والحظ لو عاثر.. بصنع أنا حظي
لو تنثر أحلامي برجع أرتبها
لو تصعب أيامي بعيش وما أحسبها
يا مجمل الدنيا مهما تعاندنا

فهد محمد آل سنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *