البندولات... فراعنة على مر العصور - Transurfing Articles
البندولات... فراعنة على مر العصور

البندولات... فراعنة على مر العصور

شارك المقالة




البندولات... فراعنة على مر العصور

المتتبع للتاريخ، يجد أن معارك المستنرين الفكرية قامت في مواجهة الوعي الجمعي السائد في كل عصر، ذلك الفرعون الذي يستمد قيمته من التجبر في الأرض، والذي يتغذى على مشاعر الخوف والغضب والفخر وعُقد النقص وبرهنة القوة وتخطئة الآخر، ليكون هو الرب الأعلى، كان الفرد في هذه المجتمعات ينشأ مسحوق الهوية، لأن غايته هي تحقيق قيم الجماعة التي تفكر في اتجاه واحد، فما هو السر الذي جعل من هذا الفرعون وحشاً يدمر الإنسان والإنسانية، ويحدد مصيرها فيذبح أبناءها ويستحيي نساءها.
يقول الفيزيائي الروسي فاديم زيلاند: إن المجموعات والمنظمات تنشأ وتتطور، عندما تبدأ مجموعة مستقلة من الناس في التفكير باتجاه واحد، وبمرور الوقت ينضم اليها المزيد من الأشخاص ويأخذ الهيكل في النمو والإزدهار، وتزداد قوته ويُجبر أعضاءه على أن يلتزموا بقواعده المحددة، وفي نهاية المطاف يتمكن من إخضاع قطاعات واسعة من المجتمع.

يضيف زيلاند: عندما تصب آراء مجموعة من الناس في الإتجاه نفسه، ومن ثم تتطابق مؤشرات الطاقة الفكرية لديهم وتتحد في تيار واحد في وسط محيط الطاقة، ينشأ هيكل من الطاقة نسميه (البندول الطاقي) ويبدأ هذا الهيكل يعيش حياته ويجذب الناس المشاركين في انشائه على الخضوع لقوانينه، وسمي بندولا لأنه يتأرجح بقوة كلما زاد الأتباع والمعارضين الذين يقدمون له الطاقة وكلما قل العدد انخفضت الطاقة حتى يتوقف، فالبندولات مصنوعة من الطاقة الفكرية للناس.
إن كل جسم حي مستقل يشكل بندولاً أولياً فهو وحده من الطاقة، وعندما تبدأ مجموعة من هذه البندولات الأولية بالإهتزاز مع بعضها البعض بشكل منسجم يتشكل عندها بندول جماعي.
البندول يخفي دوافعه مستخدماً كل أنواع الأقنعة الجميلة الخداعة، ليأخذ الأتباع بعيداً عن خطوط الحياة التي يمكن أن يعيشوا فيها بسعادة، ومن صفاته:
·      يضع أتباعه في موقف معاكس للجماعات الأخرى.
·      يتهم وبشكل عدائي أي شخص لا يريد أن يصبح تابعاً.
·   يختبي وراء شعارات جذابة كالوطنية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونجدة الملهوف.
تتمثل السمة الرئيسية للبندول المدمر في ميله وبشكل عدائي إلى تدمير البندولات الأخرى، لكسب المزيد من الأتباع، فمهما كانت الشعارات التي تُرفع لتبرير الحروب والثورات، فإن جوهرها واحد؛ الحصول على الأتباع، لأن ذلك من الأمور الضرورية لحياته والتي لن يستمر بدونها، وقس على ذلك اسواق التجارة الجديدة، التنافس الحزبي، الحملات الإعلانية، الأندية الرياضية، الألعاب الفردية.
البندول يقاوم أي جديد، لأنه ليس من مصلحته أن يظهر شيء جديد يجذب الأتباع، ومن هنا قاومت عبادة الأوثان ظهور الأنبياء والرسل، أو لربما تُحارَب العلوم ويتم التضييق على رواد التنوير كما يحدث في بعض دول منطقتنا العربية، لأنهم باقون على أصنامهم التي تمتلك ضمائرهم وتتحكم فيهم، فالعادات القديمة مألوفة لدى الانسان بالرغم من أنها تجعله يتصرف بطريقة غير فعالة.
عندما تتجسد البندولات في هيكل مادي، فانها تعزز موقفها بالموارد المالية والمنشآت والمعدات والموارد البشرية، وتحتل الشخصيات التي تتمتع بمؤشرات تنسجم مع هيكل البندول رأس الهرم البشري في المنظمات، حتى وإن كانوا لا يتمتعون بخصائص متميزة. ويتم القضاء على الأشخاص عندما يصبحون غير ملبين لمتطلبات طاقة البندول.

من الأثار المدمرة للبندول، هو قناعة الاشخاص بانهم يتصرفون وفق ارادتهم، لكنهم في الواقع تحت هيمنة البندول، فعندما يفكر الشخص وفق تردد البندول، ينشأ تفاعل متبادل بينه وبين البندول على مستوى الطاقة، هذا التفاعل يتجلى في الواقع المادي، حيث يعتقد الاتباع بانهم على صواب، فيشعرون بالرضا ويرفع ذلك من قيمتهم، ويمنحهم معنى لوجودهم، فيشعر التابع أن لديه السيطرة، وأن بأمكانه أن يختار لكنه في الواقع هو من وقع عليه الإختبار.
إن الخيوط المتينة التي يستغلها البندول لزيادة طاقته، هي مشاعر الخوف والقلق والشعور بالذنب، فهذه المشاعر تبث اشعاع طاقة التابع العقلية على تردد البندول فيزداد قوة.
تعمل البندولات على تطويق تيار الأفكار المثيرة لأحاسيس الإنسان واحتياجاته كالعدالة، والفخر، والغرور، والشرف والحب والكراهية والبخل والاهتمام والجوع وغيرها من المشاعر والاحتياجات، حيث تعمل على تثبيت تدفق الأفكار في اتجاه معين. من المهم أن نعي أنه كلما تم تثبيت اشعاعات الطاقة الفكرية للانسان على تردد معين فانه ينتقل الى خط الحياة الموافق لهذا التردد.
فإذا تلقيت المعلومات عن الكوارث والمصائب وبدأت تفكر فيها وتناقشها في دائرة معارفك، فهناك امكانية كبيرة أن تنتقل إلى خط الحياة الذي ستكون فيه ضحية.
أن الطريقة الوحيدة لطرد الأمور الغير مرغوب فيها من حياتك تكمن في التحرر من تأثير البندول الذي يسيطر على طاقتك الفكرية.

كيف يتم السيطرة على البندول؟
يتم ذلك بطريقتين: أما إفشاله أو اخماده، وتتم عملية افشال البندول من خلال الإعتراف بحقه في الوجود، وفي هذه الحالة يصبح لديك الحق في الإنسحاب منه وعدم الاستسلام لتأثيره، ارفض المواجهة ولا تنتقد أي شيء في هذا العالم حيث يجب تقبل كل شيء. إذا لم ترد شيئا أن يكون موجود في حياتك فتوقف عن التفكير به.... اضبط تردد الاستقبال على موجات أخرى.  
عندما لا تستطيع افشال البندول بحيث لا يمكن تجاهله أو الابتعاد عنه فعليك إخماده من خلال إحداث خلل في إيقاعه، لا تبدي أي ردة فعل، او رد بطريقة غير ملائمة، فعند إصدار إشعاع بتردد مختلف عن التردد الرنيني للبندول، فإنك تدخل معه في تنافر مما يجعله يخمد بالنسبة لك.
طاقة البندول الذي يتم اخماده لا تنتفي لكنها تتحول اليك، عندما تحل مشكلة ما، تصبح أقوى في المرة القادمة، لا تنغمس كليا في المشكلة، ولا تسمح للبندول بجرك إلى ملعبه، سلم نفسك برسم الإيجار، بمعنى اعتبر نفسك شخص أخر جاء لإدارة امورك بشكل مؤقت، لا تستقبل أي مشكلة على أنها عائق لابد من أزالته، بل كجزء من الطريق يجب أن تمر من خلاله، لا تبقي في نفسك جزء من المشكلة، كن فارغاً بالنسبة لها، كن صفراً.
جد بندولاتك الخاصة بين الكم الكبير من البندولات في حياتك، حتى لا تكون خارج الزمن.
فهد بن محمد آل سنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *