البنــدول ......وسكة السلامة - Transurfing Articles
البنــدول ......وسكة السلامة

البنــدول ......وسكة السلامة

شارك المقالة





البنــدول ......وسكة السلامة
يقول العالم الفيزياء والمفكر الروسي فاديم زيلاند، صاحب نظرية الترانسيرفنج التى طرحت عام 2004 كمنهجهية لإدارة الواقع، ان الهياكل والكيانات الإجتماعية تنشأ وتتطور عندما يبدأ مجموعة من الافراد بالتفكير والعمل فى اتجاه واحد، مثل المؤسسات التعليمية والشركات والاحزاب السياسة والإعلام.  وبمرور الوقت ينضم إليها المزيد والمزيد من الافراد بكل طاقتهم الفكرية لضمان نموها وإزدهارها، وقد أعطاها زيلاند أسم البندولات. والسبب فى ذلك ان البندول المعروف بأهتزازه يميناً وشمالاً يعتمد على الدفعة التى تعطيها له ليستمر فى التأرجح. إذاً فطاقة الفكرة التى أوجدها الاخرون لن تستمر إلا أذا أعطاها الافراد من طاقتهم الفكرية وطاقتهم الحسية من اهتمام ودعم ومساندة والتى قد تصل لدرجة التعصب .
ولكن ما أهمية هذه المعلومة للانسان وما علاقتها بإدارة واقعه؟ 
قد لا نبالغ لو قلنا إن نقطة التحول في الوعي لدى الأنسان هو أن يعرف رسالته التى جاء من أجلها على هذه الارض؛ لتكون له بوصلة تساعده على معرفة أتجاهه، فلا يتوه عن المسار ويفقد نفسه ويقع فى خديعة العقل البشري الذي يبحث عن قبول الذات من تقدير الاخرين وقبولهم له والشعور بالإنتماء لهم على حساب فرديته السامية.  وهنا تأتي أهمية تعرف الانسان على البندولات المحيطة به وخطورة الجهل بها.  لأن البندولات تعيش على طاقته الفكرية فى إتجاهها هي فقط ولا تبالى لتفرده ولا لرسالته ولالأهدافه، فهي طاقة تطالبه بأن يتأرجح وفقا لترددها هي فقط، وتظل تطلب المزيد من طاقته حتى يفقد الطريق الى روحه عندما يصل إلى درجة التعصب لهذه الفكرة.
 ولكن هل كل البندولات مدمرة؟ وهل الشعور بالانتماء سام؟ وهل دعم افكار الاخرين خطيئة؟
 لا... ليست كل البندولات مدمرة، هناك بندولات صالحة تمر بنا جميعاً، ترفع من وعينا بذواتنا الحقيقة وتسموا بأرواحنا مثل بندول الاسرة. ومن منا لم تكن الاسرة من أعلى قيمه في الحياة، من منا لم يشعر بحلاوة بهجة الروح عندما نقدم طاقتنا لأسرنا.  أما الشعور بالانتماء فهو من الاحتياجات الاساسية للانسان التى ترفع من التشافى الروحي والجسدى لديه ولكن ليس على حساب حقه فى التفرد الذى هو منحه من الخالق، فإذا لم يدعمك هذا الانتماء لرفع وعيك الذاتي برسالتك وقيمك فى الحياة فهم سام ومزيف فأنتبه ولا تنساق وراءه. أما عن دعم أفكار الاخرين فهي قوة وطاقة جبارة نافعة لك لوأخذت بيدك لتوصلك لدرجة أعلى من الوعى والإدراك ومن معرفتك لنفسك. لكنها لو افقتدتك الطريق لأهدافك فهي خطيئة فى حق العقل والروح اللتان منحهما الخالق عز وجل لتدلك على الطريق، طريقك انت فقط . 
لذلك نعود ونقول: أن أهمية معرفتك للبندول تكمن في إستعادة حقك فى السيطرة على الواقع الذى تعيشه، وحريتك فى الإختيار والأختبار، فلا تعود أسيراً لاهداف غريبة عنك تفقدك الطريق لروحك وسلامك الداخلي. وهذا في تقديري أحد أهم المبادىء التي تقدمها نظرية الترانسيرفنج فهي ليست مجرد نظرية للتغير الذاتي بل هي منهجية متكاملة لعودة الانسان لنفسه الحقيقة التى قد يكون فقدها من جراء الوقوع فى البندولات المدمرة بدون أن يدري.
وهنا يأتي السؤال، كيف تعرف انك واقع فى بندولات مدمرة؟
 بكل بساطة ضع يديك على قلبك وأستشعر، هل هناك ضيق! هل هناك روح غير سعيدة بالرغم من وجود نجاحات! هل هناك شعور بالغربة. هل تريد طريقة اسكشافية ابسط من ذلك ؟ هي لك ايها القارىء الكريم .. هل لك ماركة تجارية مميزة لملابسك تحرص على اقتناءها حرصاً شديداً!  هل تشعر أن درجتك العلمية هي التي تحقق لك الوجاهة الاجتماعية!  هل تداوم على سماع أخبار العالم السياسية والاقتصادية! هل أنت متعصب لنادى أو فريق رياضي معين! هل تأخذ مواقع التواصل الأجتماعي نصيب ملحوظ من وقتك اليومي!  إذا كانت إجابتك بنعم، أذا أنت واقع فى بندولات مدمرة تعيش وتسرق طاقتك وأنت أسير لها وأخذتك بعيداً عن نفسك الحقيقية.
فك الأسر
وكما قدمت نظرية الترانسيرفنج المرض والعرض هي أيضاً قدمت العلاج، علاج فك الأسر. أنا أسمع ماتقوله الأن أيها القارىء الكريم، هل تحاربها ام تدمرها؟ ارجوك لا تفعل ذلك فانت بذلك مستمر فى إعطاءها من طاقتك وستظل سعيدة بك. كل ماعليك هو إفشال البندول أو إخماده.
أما الإفشال فيكون بالقبول والإطلاق والتجاهل. القبول بمعنى قبول حق كل شىء وكل فكرة بالوجود، ثم إطلاق هذا الشىء والسماح له بالرحيل دون الإحتفاظ به فى نفسك سواء بإلقاء الاحكام أوالرفض والإساءة، بل التجاهل التام فلا جدال ولا صراع  ولا مقاومة. عندها سيقف البندول فور إشاحة النظر عنه، سيضعف برحيلك وتجاهلك وحرمانه من طاقتك. ليس عليك أن تحارب العلامة التجارية المميزة التى اكتشفت أنها بندول يسرق طاقتك بفكرة مزيفة عن التميز والواجهة الإجتماعية. وفى نفس الوقت تتعارض مع رؤيتك وقيمك، ليس عليك الصراع والمقاومة لإثبات ذلك. فأصحاب هذه العلامة التجارية من حقهم أن يتواجدوا وأن يختاروا أين يضعوا طاقاتهم، فلا تسىء لهم ولا تجادل بشأنهم وأسمح لهم أن يرحلوا من مركز أهتمامك بالتجاهل. هذا هو إفشال البندول.
أما الإخماد فهي طريقة للتعامل مع البندولات التي لا يمكن إفشالها بالتجاهل، مثل البندولات التى تخلقها الخلافات الأسرية أو صراعات محيط العمل. فهذه البندولات ستأخد من طاقتك شئت أم أبيت بسبب وجودك فى قلب البندول، انت مشارك رئيسى فى خلقه وتكوينه. عندئذ الانسحاب او التجاهل قد يأتي عليك بالضرر الأشد. لذلك أعطائك الإهتمام لهذه البندولات هو الحل للتعامل معها ولكن "برسم الإيجار" وهو المصطلح الذي استخدمه زيلاند فى كتابه المذكور عاليه بأن تهتم بدون أن تنهم. لأن مشاعر الهم هي طاقة حسية عالية قادرة على ربطك بالبندول مرة أخرى.
ولكن حقيقة الأمر، أن تجاهل البندول وإشاحة النظرعنه قد يكون صعباً على الانسان لو لم يعرف أين يوجه نظره وطاقته التي أصبحت أقوى بعد التحرر من البندول. لذلك نقول طوبي لمن أوجد وخلق بندولاته الخاصة، التى تسمح له بعيش رسالته والأتصال بروحه وسماع صوتها.... صوت الضمير... صوت القلب وعرف سكة السلامة.
د. اميمة إسماعيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *