الميزان - Transurfing Articles
الميزان

الميزان

شارك المقالة




الميزان
كل شىء فى الكون يسعي للتوازن بين نوعين من الطاقة. طاقة الانثي والذكر، الين واليانج، التمدد والانكماش. وإختلال هذا التوازن يؤدي إلى الكثير من الإضطرابات على المستوى المادي. ويحدث الاختلال فى توازن الطاقة عن طريق الأفكار والمشاعر، فكلاهما أنواع من الطاقة الذهنية والحسية، إذا مُنحت هذه الطاقة بهوس وجنون فأنها تخلق مايسمي بفائض الأحتمال، فائض عن القيمة الحقيقية للشيء، فائض عما يحمله الكأس فينسكب مابه ويحدث الخلل.  ولكن قوى التوازن هي الحاكمة فلابد أن تتحرك لإعادة التوازن مهما كانت قدسية الاحتمال ونقاء مافي الكأس.
من المفترض ان تكون هذه المقالة مقالة علمية عن كيفية عمل قانون التوازن على المستوى الطاقي، ولكن كيف لى أن التزم بسرد تفسير القانون وأغفل عن المشاعر الجياشة التى تنتابني كلما قرأت هذا الفصل. تعالى معي لتعرف ماهو قانون التوازن وتكون فى نفس الحال لترى ماأرى.

لا إفراط ولا تفريط
إن الإفراط والهوس فى الإهتمام بعملك بإعتباره الملاذ الآمن للرزق على حساب صحتك وأسرتك وسلامك الداخلي هو خلل فى التوازن، وستعمل قوى التوازن ضدك بصور مختلفة لتبتعد عن عملك وتعطي كل ذي حق حقه. قد تحدث لك مشاكل فى العمل وتجد نفسك فى المنزل مع أسرتك رغما عنك. قد تحدث لك مشاكل صحية وتجد نفسك تهتم بجسدك رغما عنك.
وكذلك الحال فى الافراط والهوس فى حب الشريك بإعتباره انه تؤأم الروح على حساب قيمك الذاتية وعملك وصحتك هو خلل فى التوازن، وستعمل قوى التوازن ضدك لإصلاح الخلل الذى صنعته بصور مختلفة، فقد تظهر لك مشاكل غير منطقية بعلاقتك مع هذا الشريك لتبعدك بعض الوقت لتجد نفسك أمام أصحاب الحقوق ليأخذ كل ذى حقا حقه، صحتك ، عملك، سلامك الداخلى.



لا إستنكار ولا تمجيد
 الإستياء من أمر ما هو شعور نعرفه جميعاً، ولكنه إذا تملك الأنسان بشكل مفرط سيؤدى به إلى خطوط حياة من نفس النوع. الخيانة والسرقة والكذب خصال يستاء منها الجميع ولكن الإستياء المفرط  الذى يصل لحد الكراهية هو أيضا خلل فى التوازن الطاقي وستعمل قوي التوازن على إصلاحه. فمن يتخذ هذا الموقف المتطرف من الإستياء سيجد حياته مملوءة بالخائنين والكذابين واللصوص.
أما التمجيد فهو أعطاء الامر قيمة أكثر من حقيقته، قد تصل لدرجة تشويه الحقيقة، وهذا اسوأ شكل من أشكال خلل التوازن. مدح الناس لبعضها البعض شىء طيب وخلق كريم، ولكن الإفراط فى المدح بصفات ليست موجودة أصلا في شخصايتهم هو خلل طاقي وهو فائض إحتمال، ستعمل قوى التوازن لتصحح الخلل الذى خلقته، وستجد أن من تعامله بأكبر من قيمته يعاملك بأقل من قيمتك.


لا تأنيب النفس ولا طلب الكمال
أن الشعور بالذنب وتأنيب النفس من أدنى مستوات المشاعر التى تحطم الإنسان بغض النظر عن أسبابها ونشأتها، فهي إحدى صور خلل، عندما يركز الإنسان على النواقص التي يرفضها فى شخصيته ويعطيها من طاقته الفكرية والحسية هو بذلك يخلق فائض احتمال، هنا تتدخل قوى التوازن لتصحيح الخلل الطاقى الناتج عن الرفض والمقاومة، فيزداد من حوله الأحداث التى تدعم شعوره بالذنب والتأنيب.
أما الكمال فهو أكثر صور إختلال التوازن، فإبتغاء الكمال هو إفراط فى إعطاء القيمة للنفس والذي يتبعه الإفراط فى الحكم على الأخرين والمنافسة والمقارنة، أصبحنا نتوقع الآن كيفية عمل قوى التوازن.
هذه كانت أمثلة عن كيفية عمل قانون التوازن على المستوى الطاقي وتأثيرها على المستوى المادي فى العالم الذى نحياه. ولا أدري هل أصبت عندما قلت إن قوى التوازن تعمل ضدك، وهل كان من الأحق أن أقول أنها تحميك من الميل والتبعية لأشياءً أنت أسمى منها.
عندما تقرأ عن قانون التوازن وكيفية عمله من منظور نظرية الترانسيرفنج لمؤلفها العالم الفيزيائي فاديم زيلاند، قد تشعر أنه يستعرض باديهيات عرفناها من تراثنا العقائدي أو الإجتماعي عن قيمة التوازن فى شتى الامور، ولكن مايميز منهجية هذا العالم الفيزيائي انه يحلل لك طبيعة هذا القانون الكوني وكيفية أستخدامك له لتنسجم مع السنة الكونية للخالق عز وجل لتحقق الحياة التي تصبو  إليها.


بعد إستعراض طبيعة هذا القانون العظيم لا يسعني إلا أن أشعر بالتكريم كأنساناً سٌخر له الكون، ولم يولى عليه شيء أيا كان، غير رب كريم يحبه ليحبه. ويطيب لي أن أسميه قانون الحب والحرية. حب الخالق للمخلوق يريده حراُ من كل مايعكر صفو روحه، فلا يتعلق ولا يمجد ولا يتبع ولا يكره ولا ينهوس بشيء يبتلع عمره ويمتص طاقته ويعذب نفسه وروحه. التوازن هو أجمل وأقدس قانون بٌنى عليه الكون.

د.أميمة إسماعيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *