خيارك مفتوح مفتوح مفتوح يا.... ولدي - Transurfing Articles
خيارك مفتوح مفتوح مفتوح يا.... ولدي

خيارك مفتوح مفتوح مفتوح يا.... ولدي

شارك المقالة

خيارك مفتوح مفتوح مفتوح يا.... ولدي

في محرك البحث، عندما تجلس لتبحر في فضاء الشبكة العنكبوتية، فإن كل الخيارات الممكنة متاحة بكل اللغات.. بكل الكلمات.. بالصوت، بالصورة، بالفديوهات، وكل ماعليك هو إختيار المسارات.
فإذا اخترت البحث عن الإنتحار، فسوف تظهر لك كل المقالات والصور والأفلام والأصوات والكتب التي تتحدث عن هذا الأمر، بحر هائل من المواد التي تسبح في هذا المسار اللامنتهي، ولهذا البحث مناخ يسوده الصراخ والمآسي، تحكمه الآلم وتغرقه الدموع ويحضنه الضياع. طاقة كلماته منزلقة وناسه معذبون، ولحنه أليم، ومصيره قاتم وحزين، ومهما تعددت طرق العرض، وتنوعت أوجه البحث تكون النتيجة واحدة.
وفي المقابل، لو أخترت البحث عن التنمية البشرية، فإن مسار بحثك مهيب، ولحنه رنيم، صوره إبتسامة وكلماته استنارة وأناسه محلقين، فضاء كأنه رذاذ المطر ورائحة الزهر، هو نقاء المياة وسريان الأنهار ورعشة الحب، هو وعود لاتكذب وآمال أرضها لا تجدب، وطموح عنانه السماء.
انت نفس الإنسان، في نفس الفضاء، خيارك فقط هو الذي أوجد الفرق! انت أخترت البكاء وأنت أيضاً من أختار الغناء.
اقدارنا هي كفضاء هذه الشبكة، ومسار حياتنا كمحرك البحث، كل الإحتمالات الممكنة كانت ومازالت ولن تزول، أبدية سرمدية محفوظة.
مالذي يحدد خيارك؟ إنها قيمك ومعتقداتك ومواقفك، إنها تلك المنظومة التي ترسم خطاً لإهتماماتك وتقود إلى بيئاتك وتجذب جلسائك وتدفع تصرفاتك، وبالتالي مسار في الحياة ذو نتيجة لا تختلف عن مسار من هم في نفس سيناريو هذه الحياة وإن تنوعت الأحداث.
لو افترضنا؛ أن الشخص الذي يبحث في محرك البحث عن الانتحار، وفي اثناء انغماسه في مشاعر البؤس والعناء، ظهر له فجأة رابط عن التنمية البشرية، وأبحر فيه، فما الذي سيحدث لمشاعره بعد برهة من الزمن؟  وإذا أختار الإستمرار وإجراء المزيد من البحث، كيف ستكون النتيجة؟ ولو أنه اتخذ قراراً أكثر فاعلية كالإلتحاق بدورة تدريبية، وعاش اجوائها وتحدث مع مشاريكيها ثم تغيرت لديه بعض القيم والمعتقدات والمواقف؟!!
بالمقاربة مع هذا المثال، لو قررنا أن نصنع خياراتنا على نحو إيجابي، فكيف ياترى يكون المصير؟
تقوم نظرية  فضاء الإحتمالات للفيزيائي الروسي فاديم زيلاند، على فرضية وجود احتمالات لا منتهية، أو كما تعرف في بعض الأديان باللوح المحفوظ، والذي يحوي بداخله ماكان وماهو كائن وماسيكون ومالم يكن لو كان كيف يكون، وتتوزع هذه الإحتمالات على هيئة قطاعات، ولكل قطاع تصميم وسيناريو خاص به، وتتراص هذه السيناريوهات والتصاميم بجوار بعضها البعض، وكلما تباعدت هذه القطاعات كلما كان التشابه بين السيناريوهات والتصاميم أقل.
التصميم والسيناريو ثابت لا يتغير، وكأنه نقطة على المجال الديكارتي، فأنت لا تستطيع تغيير إحداثيات النقطة (التصاميم والسيناريوهات) لكنك تستطيع تغيير النقطة (الاختيار أو الاحتمال) الى احتمال تكون سيناريوهاته وتصاميمه أفضل، كأن تنتقل على المستوى الديكارتي من نقطة ذات إحداثيات سالبة إلى نقطة ذات احداثيات موجبة. 

لا تعش والخوف بعينيك..
لا تقبل فنجانك المقلوب..
ما كان البؤس عليك هو المكتوب.. ياولدي..  
 بحياتك ياولدي فضاءات سبحان المعبود...
تصميمها رسم موعود.. أحداثها أشواك وورود..
 والحظ العاثر ياولدي.. يرفضه القلب...
فأختر هيا.    

فهد بن محمد آل سنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *