‏ سَقْطُ الزّنْدِ...وزِنَاد السُقوط - Transurfing Articles
‏ سَقْطُ الزّنْدِ...وزِنَاد السُقوط

‏ سَقْطُ الزّنْدِ...وزِنَاد السُقوط

شارك المقالة




 سَقْطُ الزّنْدِ...وزِنَاد السُقوط
السَقْط ماقّل واستُحقِر والزّند هو الشرارة الأولى عند القدح لإشعال النار، والشرارة هي الملتهبة قوة وحماسة وانطلاقة للوصول لإشعال الضوء والتي تحوّل الظلام إلى نور، وتنضج اللحم، وتُدفئ البردان، وتحمي عابر السبيل من أخطار حُطّاب الليل.

وقد أشتهر ديوان أبي العلاء المعري باسم "سَقْطُ الزّنْدِ"، ديوانه الشعري الذي أعده في قمة شبابه وحيويته والبحث عن الغاية وعن ذاته وقناعاته وكان شعره هو المُترجم لما في نفسه، فلم يَحُده إلا صلته بالله وحرّك فكره بمرونة تامة وصناعة إبداعية يتفنن في استخدامها؛ لذلك شبه شعره بالنار، وطبعه بالزند، واحتار الناس في توجهاته ومعتقداته فكل ينسبه لفريقه.
  والزناد هي الأداة التي تدق الزندة فتشتعل وتفجر البارود والنار؛ ولكن تأتي في العبارة الثانية من العنوان للسقوط المدوي.

  تقنيات الترانسيرفينج هي مثل شرارة الزند التي تتقد في الذهن، وتأتي في وقت صفاء النفس وطراوة الروح؛ فمعرفة تعدد الاحتمالات، وكشف لعبة البندولات يفتح الطريق أمامنا لركوب موجة الحظ التي تنقلنا إلى أهدافنا الذاتية وتحقق رسالة حياتنا التي نريدها، فالموجة: هي طاقة تسير في فضاء الاحتمالات تنشأ من داخل النفس لها بداية ونهاية، ولا تستنزف طاقة من يحظى بها، ولا تهتم بمقاصده ونياته؛ لكن التقاطها، واقتناص فرصة ركوبها هي مهارة المبدع الفطن الذي ينظر لكل الخيارات بشمولية ويتحرى الأحسن وتُسهم في الشفاء من البرمجيات المعيقة لتقدمنا.
  لقد تبرمج البعض منذ الصغر على الأفكار والعادات والتقاليد الاجتماعية، وتبرمج البعض الآخر على المواقف والأحداث وتعرض للصدمات النفسية والخسائر المالية والجسدية والاعاقات الفكرية وفُرض علينا نمط معين في الحياة حتى لا نخالف الناس، ونقع في ثقافة (العيب) المجتمعي، وتكّونت لدينا أول المفاهيم للأسماء والمسميات؛ مما سبب لدينا تصارع داخلي بين العقل والروح، وطلب حثيث لإعادة ترتيب الأولويات والسير كما نريد؛ وبين تلبية رغبات من نحبهم وأن نعيش كما يريدون، وأصبح قرار اختيار المصير حتمي مع تضارب المصالح والرغبات وقلة الخبرة وزعزعة الثقة، وقد يستمر هذا عند البعض للممات، وقد يستيقظ منه الواعي مبكراً ليبدأ الاعتماد على نفسه وإشعال الأضواء، وتشغّيل نوافيره الخاصة بالطاقات الذاتية.

 والصانع الماهر! يعرف الفرق بين الشرارة التي تضيء النور وبين السُقوط المدوي... ويستعد بلهف للحظة القدرية وتقدير الموقف وركوب الموجه باحتراف دون تردد ولا استقبال ملاحظات ولا وصايا ولا مقترحات الناس والمقربين بالذات، قرار داخلي وجريء ومليء بالثقة الكاملة وتحمّل المسؤولية بجدارة واقتدار.
  قد يكون القرار فيه تغييرات جذرية وقطع علاقات وبناء صداقات وإغلاق ملفات للأبد، وتكسير مجاديف مهتريه، وإعادة نظر في قواعد بشرية جبرية لم ينزّل الله بها من سلطان، ورسم كامل للحياة؛ دون حرق لأي قوارب ولو كانت قديمة.

إن استقبال وإرسال الطاقة الفكرية المناسبة هي وعي ذهني ولو لم ينطق بكلمة واحدة، فالطاقة المشاعرية والذبذبات الروحية، مُشعْة وهي الرسول الأول لجذب مثيلاتها، وترميم المعطوب، وعلاج المزمن، وخيار الانتقال والتحوّل مبني على إدراك اللحظة مع ضبط معيار درجة استخدام الزناد للقدح بطريقة صحيحة، وهذه مهارة تتجلّي فقط لمَنْ قَدّر ذاته وطبيعته وتحكّم في أفكاره ومشاعره وأستطاع ادارة السلبيات بحكمة وشاهد كل الفرص واقتنص الوقت المناسب والمكان المناسب وأطلق روحه بكل استرخاء لتتعانق مع مساره بكل حب وبدون توقعات أو انتظار مكافآت.
انطلاق الشرارة بالتصالح مع الآخرين، والتسامح المُبكِر مع الاختلافات والملفات المزعجة، والتيسير على النفس والناس، وتنمية شكر الله بكل حب وامتنان على العطايا والتأقلم مع الظروف والعيش بأقل الخسائر مع تدفق مشاعر الحمد والثناء والشكر والقبول والعفو؛ حتى لمن أساء من البشر والحيوانات والجمادات، هذه الأفكار التراكمية المُبكرة مع صفاء الذهن يُمهد الطريق لإشعال الشرارة المتوهجة، وبناء المشاعر البكرية لاحتضان الموجه المقبلة بنظرة كلها حب واستعداد.
 والذات كالزّند مهما بان في أطرافه الصدأ من قلة الاستخدام، والإهمال، والتقادم، واعتبره الناس بلا قيمة وسَقْط متاع؛ لكن مع أول شرارة له تدُب فيه الحياة، ويعود لمعدنه الأصيل، وجوهره الثمين.
ولو بقي دون حِراك وتقبّلَ غُبار الزمن، وعفن الأيام، وتقاذف الناس له يَمنة ويَسرة لدفن في التراب وغاب أثره، وعاش في هذه الظروف البغيضة.

تأمل في إيجابية أفعالك؛ افرح وقت الفرح! وأسعد في لحظات السعادة! وابتهج في الأعياد والمناسبات والمسرات! وأدخل السرور بجمال ابتسامتك! وعذوبة كلماتك، وبجَاَلة عقلك، وحلاوة روحك، لا تؤجل الابتهاجات وإظهار الحب والفرح مهما تنوعت، وأجّل اخفاقاتك والحزن والمشكلات لوقت أوسع وليس في هذه الأحوال؛ وإلا فالسقوط على وشك!
 أركب مع تقنيات الترانسيرفنيج وخاصة موجة الحظ وحافظ على علاقتك بروحك واصنع ترددات جيدة مع العالم حولك، واشترك في الموجات السعيدة باستمرار! وأجبر الخواطر لو بإشارة دون الدخول في حالة تأثر مشاعرية! واستمتع مع ابتسامة الطفل! وكوّن استعدادات تراكمية من الحظوظ الجميلة ولو صغرت! حافظ على الترددات الفكرية فالاستجابة تأتي وفقاً لنوعية نداءك لها؛ وأستعد بترقب للموجه القدرية التي تأخذك حيث تريد.

خالد بن مبروك الرفاعي
asksfns@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم الانضمام الى متابعينا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل بكل جديد

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *